الثلاثاء، 23 أغسطس 2011

جبنيانة مركز ولاية....لم لا ؟

يعتبر الاختلال بين الجهات أحد افرازات الاختيارات اللاشعبية للنظام الدستوري سواء في عهد بورقيبة أو بن علي وقد كان هذا الاختلال من أسباب الثورة التونسية. وقد أثبت التقسيم الاداري القائم عدم جدواه فهو مرتبط إلى حد كبير بهاجس أمني أكثر منه تنموي والآن وبعد ثورة الشعب التونسي لا بد من تصور جديد للتقسيم الاداري يكون بالأساس تقسيم اقتصادي وتنموي في إطار منوال تنموي جديد يأخذ بغين الاعتبار الامكانيات والحاجيات الحقيقية لكل جهة. وفي هذا الإطار نقترح استبدال التقسيم الحالي من ولايات على رأسها مسؤولون معينون يجسدون الاستبداد والفساد والعجز بمجالس محلية وجهوية منتخبة تمثل المتساكنين ويساهمون من خلالها في ضبط وتحديد الاختيارات التنموية الجهوية وأداة مراقبة للمسؤولين.
بالنسبة لجبنيانة التي تنتمي إلى ولاية صفاقس فإن الكل يعلم أن مركز الولاية حيث يسيطر القرار يحظى بأكبر نسبة من الاعتمادات العمومية ومن الاستثمار الخاص دون مراعاة حاجيات بقية المعتمديات وقد كانت جبنيانة ضحية استفراد صفاقس بأكبر نسبة من الاستثمار سواء في البنية الأساسية أو الانتاجية فتراجعت مكانتها تدريجيا خاصة بعد الاقتطاع المتواصل المتواصل لقسم منها لاحداث معتمديات جديدة وتراجعت الاعتمادات المخصصة لها إلى حدود 5 ملايين دينار(9.4 م.د حسب صحيفة الصباح) لأكثر من 50 ألف ساكن. ونحن نعتبر أن معتمديات جبنيانة والعامرة والحنشة ومنزل شاكر تجمعها عديد السمات السكانية والجغرافية والاقتصادية المشتركة من ناحية والمختلفة عن خصائص مركز الولاية الحالي ولذلك يمكن في إطار تصور إقليمي جديد أن تكوّن هذه المعنمديات ولاية جديدة فهذه المعتمديات تعد حوالي 250 ألف ساكن وتقع بين اقليم الجنوب والساحل كما تعد أفقر معتمديات صفاقس ويمكن أن تكون جبنيانة مركزا لهذه الولاية اعتبارا لعدة عوامل من بينها أنها كانت مركز قيادة إلى زمن غير بعيد وتمثل تجمعا سكانيا عريقا.كما تتوسط بقية المعتمديات. ومن شأن هذا الانجاز-إن تقرر- أن يحسن من البنية الأساسية بالجهة وأن يجهزها بعديد الادارات العمومية وبما من شأنه أن يساهم في دفع التشغيل. كما أن جبنيانة بالامكان أن تكون فيها نواة جامعية نظرا لأن المعتمديات الأربعة المذكورة تعد 10 معاهد ثانوية و13 مدرسة اعدادية تضم حوالي 12 ألف تلميذ.
ونحن لئن نتقدم بهذا الاقتراح فليس من منطلق جهوي بل من زاوية تصور جديد لتنظيم اداري يعيد لجبنيانة بعض ما انتزعته منها الديكتاتورية (في عهد بورقيبة وبن علي) عقابا لها عن وقوف أبنائها ضد النظام.

0 التعليقات:

إرسال تعليق