الاثنين، 7 نوفمبر 2011

افتتاحية صوت جبنيانة العـــ 15 ـــدد

انتخابات المجلس التأسيسي والدروس المستخلصة
كشفت نتائج انتخابات المجلس التأسيسي  عن فوز مذهل لليمين ممثلا في حزب النهضة وعن حصاد هزيل لليسار بمختلف أطيافه سواء الإصلاحي أو الراديكالي رغم ما قدمه للبلاد طيلة أكثر من نصف قرن في دفاعه عن التقدم وعن الديمقراطية وعن قيم المواطنة وهو ما يطرح أكثر من سؤال : هل قدر اليسار أن يبقى معارضا على الدوام ؟ ولماذا لم يكن جزاؤه على قدر تضحياته؟ هل الخلل في  القيم التي يتبناها اليسار أم الخلل في رجاله؟
بادئ ذي بدء لا أحد ينكر أن مفاهيم الديمقراطية والعدالة والمواطنة والعدالة الاجتماعية هي مفاهيم أثرى بها اليسار الساحة السياسية التونسية منذ عهد بورقيبة ودفع مناضلوه من أجلها الثمن باهضا من أجسادهم ومن استقرارهم  وان اليساريين كانوا السباقين دائما في  التصدي لكل من حاول المس بقوت الشعب أو بحريته وذلك من منطلقات مبدئية ولكم أن تسالوا النهضويين عن انتماءات من وقف إلى جانبهم في أيام الجمر. لكن لم تشفع لهم مبدئيتهم ونضاليتهم في نيل ثقة الجزء الأكبر ممن اتجه إلى مكاتب الاقتراع وفي اعتقادنا الأسباب عديدة أولها أن الانتخابات في الديمقراطية البورجوازية لا تختلف في آلياتها عن بقية عمليات المضاربة التي تتطلب ممارسات ماكيافيلية يفتقدها اليسار وينبذها ربما بسبب مبدئيته وثانيها ان بعض  تيارات اليسار قد سقطت في فخ استقطاب إيديولوجي خططت له أطراف تجيد اللعب على وتره  استغلته ماكينة دعاية تلك الأطراف لعزل اليسار عن الشعب وثالثها وهو الأهم حسب نظرنا أن اليسار افتقد لبرنامج موحد يتقدم به للناخبين ويبني على أساسه جبهة ديمقراطية تستكمل مهام الثورة وفي الواقع فان ذلك مرده تردد بعض الأطراف اليسارية التي انساق بعضها بداعي المصلحة الوطنية إلى المشاركة في الالتفاف على الثورة من خلال المشاركة في حكومة الغنوشي 1و2 بالنسبة للبعض وفي ما سمي بالهيئة العليا للتحقيق أهداف الثورة والانتقال الديمقراطي بالنسبة للبعض الآخر فضربت بذلك جبهة 14 جانفي التي كانت نواة جبهة تقدمية وبالأكيد انتخابية لو بقيت.لكن الآن والبلاد تسير يمينا وما يمثله  ذلك من تهديد لبعض مكاسبها وبوادر ذلك أصبحت جلية في الممارسات الرجعية التي تتعرض لها المدرسات والطالبات خصوصا في بعض الأجزاء الجامعية  فان من واجب اليسار أن يجد الصيغة التي تضمن التنسيق – ولو في حده الأدنى- بين مكوناته لدرء قيام ديكتاتورية جديدة بدأت تكشر عن أنيابها رغم رسائل الطمأنة من طرف بعض وجوه الخطاب المزدوج وهي رسائل موجهة للخارج أكثر منها للشعب.



0 التعليقات:

إرسال تعليق